رأس الخيمة - محمد شاهين:
نظمت جمعية المعلمين فرع رأس الخيمة مساء أمس الأول مجلساً رمضانياً بعنوان "أهمية التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور" بحضور الدكتور فيصل الطنيجي، مدير الجمعية، وإبراهيم البغام نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعلي الشحي، موجه مجال الرياضيات والعلوم، وعدد من معلمي وإداريي واولياء أمور الطلبة .
ادار جلسة حوار المجلس الدكتور فيصل الطنيجي، مدير جمعية المعلمين برأس الخيمة، مثنياً بعد الترحيب بالحضور على الرعاية والاهتمام البالغ الذي توليه قيادة الدولة الرشيدة متمثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وأولياء عهودهم لقطاع التعليم في الدولة، وحرصهم الدائم على الارتقاء به حتى باتت الدولة تشهد صروحاً علمية شاخصة يشار لها بالبنان يتخرج منها كل نهاية عام دراسي أفواج من المتفوقين دراسياً وعلمياً .
وقال الدكتور فيصل الطنيجي في مستهل بدء حوارات الجلسة إنها ترتكز في محورها الأساسي على أهمية التواصل مابين ولي الأمر والمدرسة والأسباب التي تكمن وراء ضعف ذلك التواصل وانعكاسته السلبية على المستوى التعليمي والسلوكي والنفسي للطالب، لافتاً إلى أن التواصل هذا لايقتصر فقط على متابعة الدرجات الامتحانية والسلوكية للابن الطالب وانما يرتقي إلى المشاركة الفعلية لإدارة المدرسة في صنع القرار ووضع الخطط الإستراتيجية وتقرير المناهج .
إبراهيم البغام، نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، قال: إن مثل تلك المجالس الرمضانية التي تناقش واقع الميدان التربوي يجب ان لاتقتصر على شهر رمضان المبارك وانما يجب ان تفعل على مدار أيام العام الدراسي وبشكل اسبوعي أو شهري أو عند نهاية كل فصل دراسي نظراً لدورها الفاعل في تفعيل الشراكة المجتمعية مابين المؤسسات الحكومية والأهالي كون أن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والمجتمع والمدرسة .
وأكد أن تواصل أولياء الأمور مع المدرسة يساعد على توفير فرص الحوار الموضوعي الشامل الذي يكسر الحواجز التي تحيط بالمسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين العلمية والتربوية والسلوكية، ويسهم أيضاً في حل المشاكل التي يعاني منها الطلبة سواء على مستوى البيت أو المدرسة وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال وجود الأخصائي الإجتماعي .
وشدد على ضرورة قيام إدارات المدارس بالاخذ بزمام المبادرة والتوجه صوب ولي الامر والطالب والتقرب منهم وكسر الحواجز التي تعيق من عملية تواصلهم وانفتاحهم، مستذكراً قصة قديمة تعود لأوائل الثمانينات من القرن الماضي كان بطلها "طالب" فقير يعاني من التعب والأرهاق والشرود الذهني داخل الفصل والانطواء عن الزملاء مما دفع ادارة المدرسة للتوجه إليه وإحتضانه والوقوف على حالته,حيث تبين انه من اسرة فقيرة تعاني من التفكك الأسري .
وبين ان تواصل ولي الأمر مع إدارة المدرسة لمتابعة الأبناء إلتزام خلقي وانساني يصب في تعزيز التحصيل الدراسي، إضافة إلى النواحي العلمية البارزة لديهم ويعمل كذلك في صقل شخصياتهم بالشكل الأمثل مما يؤهلها ان تصبح قائدة ورائدة في المجتمع، حيث اثبتت الدراسات التي تعنى بالطفل وعلم النفس ان الطلبة الصغار الذين يخضعون لرعاية واهتمام الأبوين والمدرسة يخلق منهم في المستقبل شخصيات قوية وصاحبة مبادرة عكس الأطفال الذين تتم تربيتهم وسط اجواء إهمال وتفكك وعنف أسري واجتماعي ومدرسي حيث سرعان من تكون شخصياتهم عند الكبر مهزوزة لاتثق بقدراتها .
علي الشحي، موجه مجال الرياضيات والعلوم في منطقة رأس الخيمة التعليمية، قال في مداخلته بحوار الجلسة ان مشكلة عزوف نسبة غير قليلة من أولياء الأمور في التواصل مع المدرسة لمتابعة شؤون الأبناء الطلبة يعود الى جملة من الأسباب اهمها قلة الوعي بأهمية ذلك التواصل والانشغال بالعمل والسفر الدائم الا ان ذلك لايعفيهم من القيام بتلك المهام التي تمس مستقبل الأبناء وتحدد مصيرهم . وأشار إلى أن ادارات المدارس يجب ان تحيط ولي الأمر بالإهتمام وتشعره انه شريك استراتيجي في القرار من خلال تفعيل ذلك التواصل وتشجيعه وابتكاره بالطرق والتقنيات الإلكترونية الحديثة اضافة الى تشكيل مجالس الاباء والامهات والطلبة و التواصل المباشر الذي يعد من اهم عمليات التواصل المدرسي مع اولياء امور الطلبة كونه يكسر جميع الحواجز ويضع الأب او الأم داخل إطار العملية التربوية المترابطة والمتسلسلة .
حمد العوضي، معلم بمدرسة عثمان ابي العاص، أكد في مداخلته خلال الجلسة ان الكثير من أولياء أمور الطلبة لايتواصلون مع ادارات مدارس ابنائهم الا في حالات إعلان نتيجة الامتحانات ويكون الابناء من ضمن الطلبة الراسبين او تفاقم مشاكل تدني مستواهم الدراسي والسلوكي داخل المدرسة في حين يختفون عن المشهد تمامآ في باقي أيام العام الدراسي مادامت الأمور مستتبة كما يرونها هم ولكن في حقيقة الحال ان أبناءهم قد يعانون معاناة تعليمية وتربوية وسلوكية جمة .
وبيّن ان نسبة تواصل أولياء الأمور من الأمهات هي الاعلى نسبة للأباء الذين يكادون يختفون عن مشهد الحضور تماماً، حيث يعود ذلك الى طبيعة تركيبتها النفسية والعاطفية التي حباها بها الباري عز وجل .
محمد الشحي,معلم بمدرسة عثمان ابي العاص، شدد خلال مداخلته في الجلسة على ضرورة تعديل لائحة السلوك الطلابي كون ان بعض الطلبة متيقنون من عدم وجود مبدأ الثواب والعقاب وان اللائحة الحالية لاتستطيع النيل منهم في حال ارتكابهم المخالفات السلوكية والتربوية .
كمال عمر، موظف تربوي وولي امر,قال ان تواصل ولي الأمر مع المدرسة له مردود ايجابي كبير على المستوى الدراسي للطالب وسلوكياته,مشددآ على ضرورة تفعيل ذلك التواصل وتشجيعه من خلال حملات وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة اسوة بحملات وزارة الداخلية أو الصحة .
أوصى المشاركون في نهاية الجلسة بضرورة تفعيل طرق التواصل الإلكتروني الحديث مع أولياء أمور الطلبة واعتبارها وسيلة وليس غاية مع التشديد على عدم إلغاء عمليات التواصل المباشرة نظراً لتأثيرها ومردودها الإيجابي النفسي السريع واشراكهم في صنع القرار وتأهيل الكوادر التربوية المكلفة بعمليات التواصل ودمجها بدورات تعنى بالجوانب النفسية والحوارية، وتشجيع إدارات المدارس الى التوجه صوب الأسرة مع تفعيل مواقعها الإلكترونية على شبكات الويب والتواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر .