أخبار الجمعية

احتفاء الإمارات بالمعلمين شهادة «عرفان وتقدير»

احتفاء الإمارات بالمعلمين شهادة «عرفان وتقدير»

قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، كلمات تحمل في مضمونها عظمة ومكانة المعلم في كل زمان ومكان، وما من أحد تربطه صلة بالتعليم حول العالم، إلاّ ويحفظ هذا البيت الشعري لأمير الشعراء أحمد شوقي، إذ بات شعاراً تردده الألسنة، وشهادة عرفان وامتنان وتقدير لرسول العلم والمعرفة، الذي يربي الأجيال، ليخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة، من خلال رسالة سامية شهدت لها الأديان، وسجلت مفاهيمها صفحات التاريخ، فإذا أردنا صناعة مجتمع والارتقاء به، فعلينا بصناعة المعلم».

واليوم ونحن نحتفي ب«اليوم العالمي للمعلم»، التقت «الخليج» عدداً من رسل العلم والمعرفة بدولة الإمارات، ممن أمدوا النشء وجيل المستقبل برسالتهم التربوية، وتركت لهم الفرصة، ليسطروا ما لديهم خلال ساعات عرس الاحتفاء، بعظمة دورهم في بناء المجتمعات ونهضة البلدان، ولنقف لهم ويقف معنا العالم أجمع «احتراماً وفخراً وتبجيلاً».
تعددت وجهات نظرهم في رؤية المستقبل وتحدياته، وسبل التعبير عنها، وتلخصت طموحاتهم في الارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته، فضلاً عن إيمانهم بالرسالة السامية لمهنة التدريس، ودورهم في صونها ومجابهة التحديات كافة، لتبليغ تلك الرسالة، وتحقيق رؤى القيادة الرشيدة للدولة، في النهوض بالوطن والمواطن، وبناء أجيال تضم «علماء وعباقرة ومبدعين ووزراء ومستشارين وخبراء وأطباء».

تأهيل الأجيال
البداية كانت مع حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، الذي أكد أهمية دور المعلم في تعليم وتأهيل الأجيال للمستقبل، معتبراً إياه محور العملية التعليمية، والركيزة الأساسية لجودة المخرجات بما يواكب التطورات المتسارعة في قطاع التعليم، مؤكداً حرص الوزارة على استقطاب أفضل الكوادر التدريسية التي تستطيع أن تواكب مسيرة النهضة والتنمية في الدولة، لاسيما أن المدرسة الإماراتية باتت رمزاً تربوياً وتعليمياً يحاكي في مضمونه النظم العالمية.
واعتبر أن المعلم يجسد بعلمه وخبراته الحجر الأساس لتحقيق التعليم المنشود والوصول إلى المدرسة الإماراتية إلى أرفع الدرجات، مشيراً إلى أن المعلم من يشعل شغف الدافعية في طلابه، ويبث السعادة و الإيجابية في المجتمع، ويسهم في نشر الخير والعطاء.

أكثر سعادة
أكد الدكتور عبدالله الكرم، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية بدبي، أهمية دور المعلمين في إلهام طلابنا، ولعطائهم لمجتمعنا، وجعلهم المدارس أكثر سعادة وتميزاً، مضيفاً أن المعلمين أهم العوامل التي تبقي الأطفال في مدارسهم وتؤثر في عملية التعلم؛ إذ يساعدون الطلبة في التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة من عديد الموارد، والعمل التعاوني، ومعالجة المشاكل واتخاذ قرارات مدروسة.
وقال: «من المهم الاحتفال بمعلمينا، فقد أظهرت نتائج الأبحاث في أكثر من مناسبة، التأثير الكبير للمعلمين على الطلاب، ومن دون المعلم الجيد، لا يمكن لأطفالنا الحصول على تعليم جيد، مشيراً إلى أن احتفالات يوم المعلم العالمي، تبرز التقدير المجتمعي للمعلمين انطلاقاً من شغفهم بعملهم ورعايتهم لأطفالنا، لاسيما أن جودة حياة كل معلم تعني - بكل تأكيد - جودة الحياة لكل إنسان في هذا العالم». موضحاً أن المعلم يملك القوة لتغيير العالم، وهنا تكمن أهمية المعلم ودوره في تشييد المجتمعات وبناء الأجيال.
دعم التعليم
من جانبها أكدت شريفة موسى نائب رئيس جمعية المعلمين، أن أهمية الدور الذي تلعبه القيادة الرشيدة في دعم التعليم، وتعزيز مكانة المعلم في المجتمع، وحرصها على تشجيع العلم والتعليم، ودعم المؤسسات التعليمية، بمختلف مستوياتها وأنواعها بما يحقق قفزة ونهضة تعليمية رائدة لدولة الإمارات، يشهد لها الجميع بالتقدم والازدهار وتعدد المخرجات، وتقدمها من عام لآخر في شتى المجالات تدعمهم الرغبة الأكيدة لدى القيادة الرشيدة في تعزيز دور التعليم كمسار تنموي، للنهضة والتقدم المستدام، وفق برامج وخطط ورؤى ثاقبة تعزز من دور ومكانة الإنسان في الدولة وتستفيد من خبرات ومهارات وقدرات أبناء الوطن في شتى المجالات.
وأوضحت أن الرعاية الكريمة التي يحظى بها التعليم من قيادتنا الرشيدة هي المحرك الرئيسي لكل إنجازات الميدان، وأن الدعم اللامحدود الموجّه لمسيرة التعليم في الدولة يعدّ أحد أهم مقومات نجاح جهود التطوير المبذولة، بالإضافة إلى توفير الرخاء والأمن والعيش الكريم لكافة أبناء الوطن التي تؤكد حرص القيادة الرشيدة على خلق جيل واعٍ مدرك لأهمية التعليم وبإمكانه رد هذا الجميل للدولة الحبيبة وقيادتها.
رفعة المجتمعات
من جانبها ترى التربوية سمر أبو مرسه، أن بناء الأجيال ورفعة المجتمعات والبلدان، تكمن في الدور الذي يلعبه المعلم، فإذا أردنا أن نصنع مجتمعاً فعلينا بصناعة المعلم، فينبغي تأكيد مكانته السامية في المجتمعات، وتعليم الأبناء وتعزيز سبل احترامه، وتقدير دوره والمحافظة على هيبته، فضلاً عن توفير سبل الرعاية الكاملة والامتيازات الوظيفية التي ينبغي أن تكون من الدرجة الأولى معتبرة أن المجتمع بمضمونه ومخرجاته واتجاهاته، مسار يحكمه المعلم بحكمته وقدرته على بناء الأجيال وإخلاصه وحبه لمهنته ورسالته، ونهنئ اليوم كل معلم في الميدان التربوي، ونتمنى له دوام التميز والإبداع.
من جانبه أكد التربوي الدكتور فارس الجبور، أهمية تعزيز مكانة المعلم في المجتمع، تقديراً لدوره البارز في بناء أجيال المستقبل ونهضة المجتمع، لنضفي ونساهم بترسيخ السعادة كنتيجة نهائية لما يطمح له، مضيفاً أن الصين وكوريا الجنوبية وفنلندا، دول متقدمة في التعليم استطاعت أن ترسم مسارات مستقبلية مهمة للأجيال، حيث وضعت مهنة التدريس في مكانة عالية، لدرجة أن أفضل خريجي الجامعات يتنافسون على الالتحاق بسلك العمل التربوي، فإذا أردنا أجيالاً تحاكي القيم والمتغيرات فعلينا بالمحافظة على مكانة المعلم، وإذا أردنا منافسة جادة من المعلمين العرب عالمياً، فعلينا بتوفير المقومات والبيئة التي تدعم جاهزيته لتلك المنافسات، وهذا ما ركزت عليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
وترى التربوية خلود فهمي أن التعليم ليس تطبيقاً لممارسات شكلية؛ بل قناعات قلبية جوهرية لتغيير الواقع المقاوم للتطوير، فقد حرصت القيادة الرشيدة للدولة على تحقيق الحياة الكريمة للمعلم، فضلاً عن تعزيز مكانته في المجتمع، وتوفير كل سبل الرفاه له، إيماناً منها بدوره الجوهري في بناء أجيال المستقبل، مقترحه أن يكون هناك خطة ممنهجة للارتقاء بمن يقدمون الخدمات الجليلة لهذا القطاع المهم الذي يؤسس الولاء والأخلاق والاحترام والتسامح وثقافة القانون ومن ثم العلوم المختلفة في نفوس الطلبة والطالبات.
منتج تعليمي
ويرى المعلم وليد فؤاد لافي، أن الأنظمة التعليمية تركز على المعلم، كأحد العناصر الأساسية للعملية التعليمية، فبدون معلم مؤهل أكاديمياً ومهنياً، يعي دوره بشمولية، لا يستطيع أي نظام تعليمي الوصول إلى تحقيق أهدافه في الحصول على منتج تعليمي جيد.
وأضاف أن الثورة المعرفية الهائلة ودخول العالم عصر المعلوماتية والاتصالات والتقنية فرضت ضرورة ملحة إلى معلم متطور بشكل مستمر ليواكب روح العصر؛ معلمٍ يلبي حاجات المتعلم في التعلم ويلبي احتياجات المجتمع ومتطلباته نحو التقدم والرقي، مؤكداً أن جهود القيادة الرشيدة للدولة تركز على رفع كفاءة المعلم لمواكبة التغييرات والمستجدات المتلاحقة، ليصبح منتجاً مهنياً فاعلاً للمعرفة، وفق الاتجاهات الحديثة وتقنياتها المعاصرة، فالمعلم المبدع، يحرص على طلب العلم طوال حياته في مجتمع دائم التعلم والتطور، ولا يقتصر على المعارف والمهارات التي اكتسبها في مؤسسات الإعداد.
مسارات التطوير
وأكدت المعلمة ريبال غسان العطا، أهمية محافظة المعلم على تطوير مهاراته، في ظل الزحف التكنولوجي، وحتمية مواكبة المتغيرات؛ حيث باتت التكنولوجيا تمثل منافساً قوياً لاستمرارية المعلمين في العملية التعليمية بعد نجاحها في أداء العديد من مهام المعلم، متمنية أن يتم حصر إنجازات المعلمين المتميزين في يوم المعلم ويتم استعراضها أمام جميع العاملين في قطاع التعليم، الأمر الذي يخلق التنافسية المهنية ويحث الجميع على بذل المزيد من الجهد للنهوض بمستواه المهني والفني، وأداء واجباته على الوجه الأكمل.
واقترحت إنشاء منظمات عربية عالمية تختص برعاية المعلم، تقوم بتثقيفه ورعايته في جميع الجوانب، بالإضافة إلى مشاركاتهم في أعمال الإغاثات العالمية، فضلاً عن رفع مكانته في جميع الجوانب الحياتية، مؤكدة أن القيادة الرشيدة تدعم التعليم بكافة الوسائل وتقدر المعلم تقديراً كبيراً، ليبقى المعلم قيمة ومعنى سامياً في المجتمع، فبه ترقى الأمم، وبعلمه تعلو الهمم، وبعمله يصعد أبناؤنا للقمم، وهذا يدفعنا إلى مزيد من الاهتمام بهذه الشخصية من خلال تشجيعهم والاهتمام بنموهم المعرفي والمهني، فمن أراد النهضة والتقدم لمجتمعه فعليه بالمعلم أولاً وآخراً.
جوانب إنسانية
من جانبهم أكد أولياء الأمور، موزة المري ونورة خورشيد، أن للمعلم جوانب إنسانية وجهوداً مخلصة يبذلها من أجل إسعاد أطفالنا، أبنائنا، وهذا ما نلمسه دائماً في مدارس أبنائنا، فالمعلمون عنوان كبير لتفاصيل إنسانية دقيقة، وسعدنا بالعمل مع فريق الأمهات من أجل اكتشاف تلك التفاصيل المطبوعة في ذاكرة معلمي دبي دون أن يتحدثوا عنها قبل ذلك.
واقترحن إنشاء مركز شركاء يهتم بالمعلمين ويحرص على الاحتفال بهم وتشجيعهم على التميز والارتقاء بمستوياتهم ليكون اليوم العالمي للمعلم منصة وطنية تحشد كل فئات المجتمع احتفالاً بمربي الأجيال، وبناء استراتيجية لدعم المعلم، ووضع آليات من شأنها تحقيق المزيد من الحفاظ على مكانته.
كتاب الأول للمعلمين
في بادره تعد الأولى في الإمارات، تم إصدار الكتاب الأول لمعلمي دبي، الذي يستند إلى فكرة بسيطة مفادها «صورة واحدة، قصة واحدة، وفرص كثيرة لحشد طاقات مجتمعنا لنشر الإيجابية والمحبة في المجتمع». وقد حرص أولياء الأمور في جمع أكثر من 500 صورة وقصة للاحتفاء بكل معلم يتفانى في عمله، بالإضافة إلى إبراز التقدير المجتمعي له، وتضمن الكتاب مجموعة منتقاة من القصص الإيجابية للمعلمين، وهي خلاصة مقابلات ميدانية أجراها أولياء أمور جنباً إلى جنب مع معلمين لزملائهم المعلمين على مدى عامين ضمن مبادرة معلمي دبي.
أسس قوية للتعليم
قال بن جينسن مؤلف تقرير«ليست ثانوية أبدا: جودة مدرس المرحلة الابتدائية في الأنظمة عالية الأداء»، إن أنظمة التعليم عالية الأداء، تنتهج استراتيجيات شتى لضمان امتلاك المعلمين لناصية المعرفة عميقة المحتوى، وفهمهم الواسع لكيفية تعلم الطلبة لهذا المحتوى- وهو الأساس الذي تمضي عليه مدارس تلك الأنظمة، فالتدريس والتعلم رفيع المستوى يضع أسساً قوية للطلاب تزيد فرص إحرازهم تقديرات أعلى، على مدى سنوات دراستهم.
تعد مبادرة «معلمو دبي»، بمثابة طريقة بسيطة يعبر فيها المجتمع عن تقديره للمعلم الذي يتفانى في عمله لإثراء حياة طلبته وتزويدهم بالمهارات التي تجعل منهم أطفالاً أسعد، وهي مبادرة مستوحاة من مشروع «ناس نيويورك» المدوّنة المصوّرة والكتاب الأكثر مبيعاً لمقابلات مع سكّان وروّاد مدينة نيويورك، والذي ساهم في توحيد المجتمع في الاحترام والتعاطف.
مبادرة «معلمو دبي»
في وقفة مع مقارنات واقعية حول المعلم في نظم التعليم العالمية، التي تحتل الصدارة في جودة التعليم والمخرجات، نجد أنها بدأت بالمعلم لتطوير مسارات التعليم، ومنها «فنلندا واليابان وشنغهاي وهونج كونج»؛ إذ يعد الارتقاء بمستوى المدرسين مع الفهم العميق للمحتوى الذي يدرسونه ركيزة لنجاح المدارس الابتدائية في أنظمة التعليم عالية الأداء.

 

- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/968ebdfa-fd88-45f6-8e2c-d4608bf4198a#sthash.sNMVIURa.dpuf