أخبار الجمعية

مبادرة «أم الإمارات» .. الحد الفاصل لفوضى مواقع التواصل

عدم توجيه الأبناء للاستخدام الآمن لها جريمة
 
مبادرة «أم الإمارات» .. الحد الفاصل لفوضى مواقع التواصل

أكد تربويون أن المبادرة الرائدة التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أم الإمارات والتي ترتكز على دور الوالدين والأسرة في حماية الأبناء من الآثار السلبية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي جاءت في وقتها المناسب كما عودتنا دائما الأم الحانية أم الإمارات في الحفاظ على الأبناء والذود عنهم ضد أي مخاطر تتهددهم في ظل وجود هذه الفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي.

دعا التربويون أولياء الأمور إلى التكاتف والوقوف وقفة جادة من خلال الرقابة والتوجيه الصحيح للأبناء لحمايتهم وتوعيتهم من تلصص ذوي الأفكار الظلامية الهدامة وحمايتهم كذلك من إدمان تلك الوسائل والانعزال عن أسرهم ومحيطهم الاجتماعي فيصبحون شخصيات إما سطحية أو ذات فكر مشوش غير مستقر.

أم حانية

وقالت شريفة موسى نائب رئيس جمعية المعلمين: «هذه هي أمنا أم الإمارات التي تعودنا منها رعاية الأبناء وحمايتهم من الأخطار المحيطة بهم، إن أكثر فئة تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي هي فئة الشباب والأطفال وهذه المواقع صارت شيئاً مرعباً وبالتالي فهم يحتاجون إلى من يتابعهم ويراقب بطريقة غير مباشرة ماذا يقرأون ومع من يتواصلون لأننا إذا أهملنا كأولياء أمور وتربويين هذا الجانب فإننا نكون قد ارتكبنا جريمة في حق أبنائنا ونضيعهم ونتحمل مسؤولية أي مخاطر يتعرضون لها لأننا لا نقوم بدورنا ولا نقدم لهم العون الذي يحتاجونه في تلك السن المبكرة أو مرحلة المراهقة».

وتشير إلى أن كل أب وأم يجب أن يعقدوا اتفاقية مع أبنائهم تقوم على المشاركة والتحاور والصدق في كل شيء والتوجيه غير المباشر من أولياء الأمور لأبنائهم مع ضرورة العمل على اكتشاف بدائل تجذب الأبناء مثل الرياضة والقراءة والكتابة واكتشاف الأماكن بما يحول بينهم وبين إدمان تلك الوسائل والتأثر بها لدرجة انعزالهم التام عن أسرهم وأصدقائهم فيصبح الكمبيوتر أو الأيباد أو التليفون ووسائل الاتصال الأخرى هي كل حياتهم.

ظواهر مرفوضة

وترى أماني عطا اختصاصية اجتماعية أن مجتمع الدولة كان في أمس الحاجة إلى تلك المبادرة الرائدة بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل خطراً حقيقياً على الأبناء وبصورة مباشرة لدرجة أن الأطفال من سن 4 سنوات باتوا متأثرين بدرجة كبيرة بتلك الوسائل ولا يفارقونها.

وقالت في المجتمعات المدرسية برزت ظاهرة في غاية الخطورة تعرف بظاهرة التنمر حيث يعكف الأبناء على إقامة تجمعات شللية من خلال مواقع التواصل في البيوت لمضايقة أحد أصدقائهم فتنشأ بينهم الصراعات والعداوات التي تؤثر سلباً في علاقاتهم ببعضهم بعضاً وتسبب مشكلات عديدة، فضلاً عن استخدام الهواتف في تلك الظاهرة المزعجة، كل هذا يحتاج من ولي الأمر إلى أن يكون متابعاً لأبنائه لحمايتهم من الوقوع في تلك المشكلات.

وتقول: العالم المفتوح من حولنا أصبح يشكل خطورة كبيرة على الأبناء لذلك يجب على كل أب وأم أن يكونوا على دراية على ماذا يفتح أبناؤهم الموقع الإلكتروني وماذا يفعلون حتى نتدخل في الوقت المناسب قبل فوات الأوان، ونحن في مدرستنا وفي إطار التوعية والإرشاد ننظم المحاضرات للأبناء بواسطة مختصين لتوعيتهم بمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت وساعدتنا في ذلك الشرطة المجتمعية التي اختارت لنا هؤلاء المتخصصين من التحريات الإلكترونية.

الأسرة والمدرسة

ويرى خليل المنصوري مدرس ضرورة تعاون الأسرة والمدرسة من خلال تشكيل لجان مشتركة لمعالجة هذا الأمر وإيجاد حلول موضوعية لمشكلة استخدام الأبناء الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي وابتكار برامج توعية لهم من مخاطر تلك الوسائل.

ويقول المنصوري إن وسائل التواصل الاجتماعي ملأى بالمخاطر وعلى كل ولي أمر تحمل مسؤوليته حتى لا يلوم بعد ذلك نفسه على إهماله هذا الجانب، فهناك وسائل كثيرة يمكن أن نلفت نظر الأبناء للاهتمام بها مثل القراءة والرياضة والرحلات الهادفة.
ويؤكد المنصوري ضرورة أن تكون هناك رقابة صارمة من المدارس لمنع استخدام الطلبة الهواتف المتحركة.

الحزم مطلوب

أما عدنان عبد الله الطنيجي ولي أمر فيقول إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات سباقة دائماً إلى الاهتمام بالأبناء لذا جاءت تلك المبادرة التي دعت سموها من خلالها جميع المؤسسات والهيئات بالدولة إلى تبني البرامج والمشاريع والاستراتيجيات التي تعزز دور الأسرة في المجتمع وتبني البرامج والمبادرات الفاعلة التي تعمل على توفير الرعاية لهم بما يضمن حسن إعدادهم وتنشئتهم والارتقاء بدور الوالدين حول توجيه الأبناء للاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعي والتركيز على التحديات والمخاطر التي تواجه الأسر ورفع قدراتها الرامية إلى المواجه الواعية، والتعامل مع هذه التحديات وتجنب آثارها السلبية بما يضمن استقرار الأسرة وتماسكها.

وقال: في ظل الأحداث المهمة والخطيرة من حولنا يصبح لزاماً على كل ولي أمر أن يتابع بكل دقه تعامل الأبناء مع مواقع التواصل من أجل تواصل واع يجنبهم المخاطر التي تضر بهم فكرياً ونفسياً.
ويضيف: يجب أن يكون للمدرسة دور فاعل في توجيه الأبناء للمهارات الرياضية والفنية وتنمية مهارات الموهوبين منهم وشغل تفكيرهم وأوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع قائلاً: إذا كان الابن غير مطيع وغير متفهم لمصلحته ومستقبله فإن الحزم في هذه الحالة يكون ضرورياً لحمايته.

- See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/1a8907b3-5ea1-4ee5-b015-ddf165816568#sthash.SBiIrMLU.dpuf